الأربعاء، 9 يوليو 2008

الحب والأخوة




عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عزوجل عبادا ً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله .
فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى إلى النبي فقال : يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداءيغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله أنعتهم لنا ، جلهم لنا فسر وجه النبي بسؤال الأعرابي
فقال : هم ناس من أفناء الناس ونوازع القوابل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نورفيجلسون عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون ، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ))

تأمل أخي الحبيب هذا الحديث العظيم وتخيل هذا الموقف ستجد أمامك بعض الخواطر

* فنجد العبد ليس بشهيد ولا نبي ورغم ذلك يغبطه الأنبياء والشهداء على مكانته من الله عزوجل
* ونجد العبد في هذا اليوم والناس تتصبب عرقا ً وهو على منبر من نور
* ونجد العبد لا يفزع في هذا اليوم - بالرغم من أنه يوم الفزع الأكبر -

تأمل أخي الحبيب لمن كل هذا ؟ إنه لقوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم

إنها فرصة لا تحتاج منك إلى مال ولا جاه ولا .......
إنها فرصة متاحة لكل المسلمين الغني منهم والفقير المغمور منهم والمشهور لإي شخص كان
إنها فرصة لا تحتاج إلىت مجهود ولكنها نحتاج إلى صدق و إخلاص

وانظر أخي الحبيب إلى هذه الفائدة التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : إن الله تعالى ينادي يوم القيامة : (( إين المتحابون بجلالي أظلهم اليوم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))

هل تعرف أخي الحبيب من سينادي عليك؟ سينادي عليك القوي العزيز عز وجل .
هل تعرف أخي الحبيب هذا اليوم؟ إنه يوم تدنو الشمس فيه من الرؤوس .
هل تعرف أخي الحبيب في ظل من ستكون ؟ ستكون في ظل عرش الرحمن .

إخي اغتنم هذه الفرصة التي تؤدي بك إلى الإيمان في الدنيا والحنة في الأخرة

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ))

الأخوة والحب لماذا هي أوثق عرى الإيمان ؟
إنه حب مجرد من المصالح الدنيوية .
إنه حب خالص لوجه الله عز وجل .
إنه حب يذكرنا بالله عز وجل .

إستمع أخي إلى قول الإمام الحسن البصري (( إخواننا أحب إلينا من أهلونا إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا ))
نعم أخواننا يذكروننا بالأخرة

واستمع إلى هذه الأبيات من الإمام الشافعي رحمه الله :

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا **** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس إبدال وفي الترك راحة**** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه ****ولا كل من صافيته لك قد صفا
إن لم يكن صفو الود طبيعة **** فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل ٍ يخون خليله ****ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا ً قد تقادم عهده**** ويظهر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إن لم يكن بها **** صديقا ً صدوقا ً صادق الوعد مخلصا


وفي النهاية أوصيك أخي الحبيب بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال له رجل إني أحب فلان فقال له : هل أخبرته فقال الرجل : لا فقال له الرسول صلى اللله عليه وسلم : إذهب فأخبره

إني أحبكم في الله

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اعانك الله اخي في عملك
فكرة ممتازة

غير معرف يقول...

اعانك الله اخي في عملك و انار دربك و يسر امرك
سحر