الموت في سبيل الغاز

في فجر اليوم ومع دقات الساعة الخامسة صباحًا قمت إستعدادًا لصلاة الفجر وبعد الصلاة مباشرة قمت بالاستعداد لهذه المهمة الكبرى التي راح في سبيلها الكثير والكثير من مناضلي الوطن
سألت أمي الدعاء لي بالتوفيق في هذه المهمة التي لا ينجح فيها إلا الأبطال العظماء
ودعتني أمي بعين تملأها الدموع وأخذت تذكرني بأحاديث عن فضل الجهاد لتقوي من عزيمتي وأعطتني ( أنبوبة الغاز ) وقالت لي : أذهب على بركة الله يا بطل
وبالفعل أنطلقت ومعي أنبوبة الغاز وكلما أقتربت زاد قلبي دقًا ووقفت أنتظر مع باقي الأبطال رجالا ونساء الكل في انتظار وترقب ووقفت أتمتم ببعض أيات القرءان
وانتظرنا طويلا حتى جاءت السيارة المستهدفة فاستعد كل الأبطال والكل كشر عن أنيابه حتى جاءت اللحظة الحاسمة وانطلق الجميع نحو الهدف لتبدأ المعركة التي راح ضحيتها الكثير والكثير
ولكن الهدف أسمى من أن نتركه لموت أحد إنه حلم كل أسرة مصرية كادحة إنها ( أنبوبة الغاز )
----------------------------------------
كان هذا سيناريو لما يحدث منذ بضعة أيام - وما زال يحدث - بخصوص أزمة أنابيب الغاز فبالفعل هي أزمة حيث تجد الناس وقد تركوا عملهم من أجل أنبوبة غاز فتجد المئات من المواطنين وقد تجمعوا لا من أجل مظاهرة لشجب ما يحدث من فساد في أرجاء الوطن ومحاولة للتوريث ولا من أجل التضامن مع جيران محاصرين ولكن من أجل أنبوبة غاز
نعم فقد نجحت الحكومة في تغييب الشعب ( الطيب ) عن ما يحدث من فساد ظاهر وجعلت أمله الوحيد هو الحصول على أنبوبة غاز أو الحصول على رغيف عيش
فبعد أن إعتاد الشعب على طابور العيش وتعايش معه كان لابد من وجود شيء أخر لصرف الناس عن التفكير
ولا أعلم حتى الأن ماذا سيحدث بعد أن يعتاد الناس على طابور الغاز
يا ترى ما هو الطابور القادم ؟؟